معنى الحياة في العالم الحديث Options
Wiki Article
هذا، وأرجو أن أكون وفّقت في تقريب أفكار الورقة الأساسية، ومن الله –وحده- العون والتوفيق.
خلاصة الفصل الرابع كشف النقاب عن مآلات أزمة المعنى وهي: تفشي النسبوية، ذوبان اليقينيات و تطبيع النزعات العدمية انتهاءً الي مركزة الجسد بوصفه حائط الصدّ الأخير ضد الهشاشة الوجودية الناجمة عن اضمحلال المعنى، باعتباره غاية يتغزى ببلوغها عن كآبة الطريق
من منا لم يتوقف ويطرح السؤال التالي على نفسه، ما المعنى أو الجدوى لما يحدث لي؟ خصوصًا عندما تؤلمنا خسارة أحد الأحبة، أو نفقد شيئًا عزيزًا، أو نكابد المعاناة والمشقة في قرارات واختيارات معيشية، ومهما حاولنا تهميش هذا السؤال أو تجاهل ضرورته، نجد النفس تتطلع بشوق حارق لمعرفة العالم وفهمه، واستخراج الجدوى والمعنى من أحداثه.
شارك فيس بوك تويتر واتس اب تيليجرام العقلانية
لقد أعاد صياغة نظرتي لمعنى الحياة ، و جعلني أصحح اتجاه بوصلتي في الحياة .
لماذا أصبح “معنى الحياة” يمثّل أزمة للفرد المعاصر؟ ترتبط أزمة المعنى في العالم الحديث بنشأة وتطورات الفردانية، والتمركز حول الذات، وهذا الكتاب يتتبّع بالوصف والتحليل سياق هذه الأزمة وجذورها الفكرية والاجتماعية، ويكشف عن مظاهرها في الثقافة الغربية المعاصرة،
”الفقد للاستمتاع بالمتع المعتادة، وتلاشي الشعور بلذة الأشياء ومباهج الحياة اليومية، يدفع الإنسان إلى التساؤل والبحث عن السر والجدوى وراء الرتابة اليومية، وزحف الزمان المتشابه“ ص٣٩
ويربط إهرنبرغ بين تحوُّل النموذج الثقافي وانتشار الكآبة وأعراضها"
تعديل ”انتشرت تدريجيا خلال القرن المنصرم صورة نمطية شائعة إزاء المراهقة، حيث ارتبطت بالتوتر والتمرد والبحث عن الاستقلالية وما إلى ذلك.
هذه الفكرة “التعالي في المحايث” -يترجمها طه عبدالرحمن بـ”التعالي المقارِن”، أو “التعالي الأفقي”- يمكن تقريبها بمبدأ “الأفق”، “فعندما تفتح عينيك على العالم سترى الأشياء على خلفية ما، وكلما تقدمت فيه أكثر يتحرك هذا الأفق بدوره، كما هو الحال مع البحّار، فلا ينغلق هذا معنى الحياة في العالم الحديث الأفق أبدًا كخلفية نهائية لا يمكن تجاوزها.
تعديل "في عام ١٩٩٨م نشر عالم الاجتماع الفرنسي آلان إهرنبرغ كتابه (تعب أن يكون المرء ذاته) وهو يشرح ملامح أزمة الذات المعاصرة، ويرى أن هذه الأزمة تعود إلى تغيُّر النموذج الثقافي الذي يواجه الرجال والنساء، الذي يلح -بشدة- على أن يكون المرء ذاته، وأن يتحقَّق بها، وأن يبني هويته الشخصية المستقلة.
وعلى أية حال، فليس القصد فحص موقع الفلسفة المعاصر، وإنما الإشارة إلى تحولات تعريفها وماهيتها في السياق العام، وذلك تمهيدًا للعرض المقتضب للإجابات الفلسفية الكبرى، ومحاولة إبراز مشروعية الإجابات الجديدة، خصوصًا إجابة لوك فيري، والتي يحاول فيها استعادة المكانة الكلاسيكية للفلسفة باعتبارها معرّفة للحياة الطيبة، وتمنح أتباعها معنى الحياة.
يرجع عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر أزمة المعنى في الحداثة إلى مسار تطورات العلمنة والعقلنة في تاريخ الغرب الحديث ، ويرى أن الفهم العلمي للعالم هو السبب في مسار "نزع السحر عن العالم" أو إلغاء التعظيم ومحو القداسة عن الكون. ص٣٤
وقد تبلورت هذه الموجة فيما سمي بـ"الثورة الفردانية الثالثة" التي ظهرت منذ نهاية التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، وهي تتمحور حول "حاجة المرء إلى إعادة إعطاء معنى لحياته الشخصية، عبر الاشتغال على الذات".